هذا الفردوس فاض كثيرا عليه الخير والكرم ، مع هذه الجائحة ، والبلد في أزمة اقتصادية خانقة بسبب تداعياتها ، ومع آثار الجفاف على الموسم الفلاحي ، وتوقف المصانع والمعامل ، وتشريد المستخدمين وعطالة العمال وتسريحهم ، وقد دعت وزارة الداخلية الى توقيف جميع الأوراش الكبرى ، وتعطيل الصفقات في المؤسسات المنتخبة ، وتحرس وزارة المالية بإرشاد النفقات والتقشف . وأخونا الفردوس يتبرع على جمعيات الفنانين بمبالغ خيالية ، وقبلها تقديم منح لجمعية حديثة التاسيس للإعلاميين والصحافيين ، وكأن هذه الوزارة في ثراء وخارج التغطية ، ولا تهمها مذكرة وزارة الداخلية التي تمنع المؤسسات المنتخبة والعمومية ، من تقديم المنح والدعم للجمعيات ، بل ملك البلاد حفظه الله أشار في خطابه لذكرى ثورة الملك والشعب أنه لا يمكن استمرار الدعم على الأسر إلى ما لا نهاية .
اكيد أن تدفع تداعيات الإقتصادية والإجتماعية إلى الفقر المدقع لكثير من المغاربة ، وإلى ركود اقتصادي خانق هو أشده منذ سنوات خلت على بلادنا ، وقد يزيد اخونا فردوس بسخائه هذا الحاتمي الإحتقان والاستفزاز للمواطنين المتضررة والمقهورة ومسلوبة الإرادة .
وهذه التوزيعة لم تفكر وزراة الثقافة في مخاطرها وتدعياتها إذ هي مظلمة لبعض الفنانين ، فرقت بينهم ؛ منهم من مُنح واغتنى ، ومنهم من اعترض وسخط ، وطبعا بينهم فقراء لايملكون شيئا واغنياء لهم شركات ومقاولات ومأذونيات ، وكان الأولى ان يعطي لفقرائهم دون اغنيائهم ، أو يدعو الفنانين الأثرياء للتضامن والتآزر مع زملائهم الفقراء ويكفي أن أسأله على الغياطة والطبالة في الأعراس وأمثالهم
، وهذا الاستهتار البين والعبث الواضح بالتبرع لطفل قاصر لا زال على نفقة والديه ؛ قيل أنه مطرب صاعد ؛ بمبلغ قدره 80000 درهم ، قد يعادل دعم ل 100 معوز ومحتاج ، من الغياطة والطبالة في الأعراس … اين التاعس واين الناعس !!!
ثم لماذا هذا الدعم لا يعطى لمستحقيه الذين كانوا في الصفوف الأمامية طيلة زمن كورونا ؛ هؤلاء السواعد الصحية من اطباء وممرضين ، الذين تحملوا أعباء الجائحة مع الإقتطاع من الأجور ، وإلغاء الرخص السنوية ، وعزلهم على عائلاتهم …واين تعويضات عمال النظافة ، والقوات المساعدة ، ورجال الأمن ، والوقاية المدنية ، ورجال الدرك ، أم هؤلاء الفئات ليسوا في خانة سيادة وزير الثقافة ،
وكان الأولى ان توضع هذه الأموال في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي مساهمة منها وتعويضا – عبر حساب الآباء لأبنائهم المتمدرسين – لإقتناء الأجهزة الإلكترونية (طابليط) لدراستهم عن بُعد ، واللهِ كثير من الأسر لا تملك وسائل التمدرس عن بعد فضلا على الشبكة الانترنيت في المدن والحواضر فكيف بالقرى والمناطق النائية !!!
وكأن أخانا لا يعيش واقعه ، ولا يعلم الإحتقان بالمستشفيات ، وان مرضى كوفيد أصبحوا يستقرون في بيوتهم لقلة الأسِرة ، أو تجاوز وتصاعد عدد المصابين .
إن عمله هذا استفزاز للمواطنين وإذلال لدافعي الضرائب سواء من الشركات أو المستخدمين ، وكأن وزيرنا الفردوس الفارس المغوار فوق حصانه ، يتناول حبوب منع الفهم والإدراك ، شرود في المشهد العام وخذلان للراي العام ، وهذا لا يدعو للأمل والتفاؤل ، ولا ينسجم مع التوجهات الملكية والقرارات الحكومية ، والأولى للسفيه ان يحجر عليه في أمواله وعدم التصرف في ممتلكاته ، فكيف بالمال العام ؛ وعليه يطلب اعفاءه من منصبه وعزله ، لأنه شرود في المشهد العام العمومي وسوء تصرف وخذلان للواقع المعاش
وقد اصنف الفردوس ضمن قوله سبحانه “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين…”