18/11/2025

شهدت مختلف مناطق المغرب، خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية وثلجية هامة، أسهمت بشكل مباشر في رفع حقينة السدود، وأعادت الأمل في موسم فلاحي أفضل بعد سنوات من الجفاف.

وتزامنت هذه الزيادات مع هطول أمطار معتبرة في عدة مدن، فقد تصدرت طنجة مقاييس الأمطار بنحو 47 مليمتر، بينما سجلت الجديدة وشفشاون والنواصر والقنيطرة وأكادير كميات مهمة، تراوحت بين 20 و30 مليمتر في بعض المناطق، وبلغت التساقطات في العاصمة الرباط 31 مليمتر.

كما عرف اليومان الأخيران تساقطات جديدة كان حجمها مختلفا عن اليوم السابق، حيث سجلت طنجة 26 مليمتر، والقنيطرة 13 مليمتر، والصويرة 12 مليمتر، وإفران 11 مليمتر، والعرائش 8 مليمتر، والجديدة 7 مليمتر، فيما تراوحت كميات الأمطار بين 3 و4 مليمتر في الدار البيضاء والحسيمة ومكناس، وكانت التساقطات ضعيفة في مراكش وبنجرير وطانطان، حيث لم تتجاوز المليمتر الواحد.

ولم تقتصر الاضطرابات الجوية على الأمطار، بل شملت أيضا تساقط الثلوج في مرتفعات أزيلال، حيث اكتست قمم «آيت بوأولي» و«تبانت» حلة بيضاء بلغ سمكها 3 سنتيمترات، إذ تعد هذه الثلوج موردا حيويا لتغذية الفرشة المائية والأنهار الموسمية خلال الأشهر المقبلة، مما سيعزز احتياطي السدود، ويسهم في تحسين شروط الموسم الزراعي.

وجاءت هذه الأمطار بكميات متفاوتة، لكنها كانت كافية لإحداث انتعاش ملموس في الموارد المائية، خصوصا في السدود التي عانت من انخفاض حاد في مخزونها خلال الأشهر الماضية، حيث سجل سد عبد المومن، بإقليم تارودانت، أكبر ارتفاع في المخزون، إذ ارتفع حجمه بـ12 مليون و400 ألف متر مكعب، لترتفع نسبة ملئه إلى 10.3 بالمائة، كما استفاد سد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، من زيادة رفعت نسبة الملء إلى 2.7 بالمئة.

وارتفع مخزون سد مولاي عبد الرحمن بإقليم الصويرة، بـ2.6 مليون متر مكعب، ليصل معدل الملء إلى 52.1 بالمئة، في مؤشر يعكس تحسن الوضع المائي في هذه المناطق، بالرغم من تفاوت نسب الامتلاء بين الأقاليم.

وتشير هذه التطورات إلى بداية انفراج في الوضع المائي الوطني، إذ ينتظر ان تساهم الأمطار والثلوج الأخيرة في تعزيز تزويد السكان بالماء الشروب، وتهيئة ظروف أفضل للفلاحين مع انطلاق عمليات الحرث والزرع، بإلإضافة إلى توفير هذه التساقطات دعما مهما للنظم البيئية المحلية التي تضررت بفعل الجفاف، ما يجعل هذه الفترة مصدر تفاؤل واسع لدى سكان المناطق المتضررة والفلاحين على حد سواء.

وبينما لا تزال الحاجة قائمة إلى المزيد من التساقطات لتغطية الخصاص المسجل، فإن الارتفاع الحالي في حقينة السدود يمثل خطوة إيجابية في اتجاه استعادة التوازن المائي.

وكالات