19/04/2024

عجز النظام العسكري الحاكم الفعلي في الجزائر عن التخلص والتملص من جميع عقده وأوهامه اتجاه المملكة المغربية ،ودخل في لعبة عبثية رخيصة ودنيئة تعبر عن دسائس النفوس المريضة الحائرة ،في محاولة فاشلة منه لتصريف وتصدير فائض الخبث والكراهية والخديعة والغدر
.شيد لنفسه قصورا وأبراجا من رمال وانخرط طوعا وقسرا في إطلاق بلاغة بكائية يروج لخطاب المظلومية والضحية الأبدية بمبررات وأعدار .تطمس الواقع وتشوه الحقيقة وتقلبها رأسا على عقب .

تناسى كل مآسيه .ومصائبه وانكساراته وأدار ظهره لكل قضايا شعبه وتخصص في الترويج للشعارات البراقة اللامعة وتجييش العواطف واغتيال الداكرة والتاريخ ولم يفلح الا في خلق الأزمات والطوابير والندرة ، جعل كل قناعاته واختياراته الزائفة مجرد أقوال كثيرة وأفعال قليلة تكاد تكون منعدمة .

بدون خجل أو شعور بالعار ، وبدون كلل أو ملل تماهى عسكر الجزائر وتمادى في تكثيف عدوانيته اتجاه المملكة المغربية،زرع الدسائس والمكائد وبنىى الأسوار وقطع الأواصر والأرحام ،واختلق الروايات والقصص والأكاديب والأباطيل وه‍يأ لنفسه عبر أبوابه الناعقة ودبابه الالكتروني كل الردود الجاهزة المعلبة من المقدمات إلى النتائج ،وأبدع باحترافية عالية في تقنيات القص واللصق والفبركة ونفث سمومه طولا وعرضا يمينا وشمالا، فسقط في فخاخ الخرافة والأسطورة .

باختزالية وانتقائية مقيتة ،طرح العديد من الأسئلة الاستنكارية ،هي في الحقيقة رد وجواب على إدانات تابثة وأخرى جد محتملة لأفعال ووقائع مجادلة فيها وبشأنها ،حاول يائسا أن يضفي عليها طابعا نسقيا إسقاطيا لتشويه تفاصيل الملابسات والمناسبات والداكرة والتاريخ ……

إنها بكل بساطة تفاهة الشر ،والخديعة والمكر بكل حدافرها ،يمارسها النظام العسكري في الجزائر بصخب اعلامي وتهويل سياسي ، فرض على شعبه التخلف والفقر والحقرة …… تأبط لعقود خلت ملفا واحدا ووحيدا ، وجعل من عقيدته العسكرية بل حتى من عقيدته المدنيةالعداء للمغرب والمغاربة ،كل سياساته الداخلية والخارجية تابثة لا تتغير لا في الشكل ولا في المضمون ، رسمت بعناية فائقة وتمحورت على العداء ضد – ه – المروك الجار الغربي ،دولة في شمال أفريقيا ،العدو الكلاسيكي ،وحين يتلعثم اللسان ويعجز عن النطق يشار الينا بالمكان – هاكا – بل إن الوقاحة وصلت إلى حد إسقاط عاصمتنا الرباط بكل تاريخها ومجدها وعظمتها من على خريطة أحوال الطقس والأمر أنه تم استبدالها وبغباء بعاصمة أقاليمنا الجنوبية العيون – المحتلة َ!!!! نعم العيون المحتلة لقلوبنا وعقولنا

المفارقة العجيبة،الغريبة أن وكالة البروباغاندا الجزائرية وباقي وسائل الإعلام المدجنة لا تتوانى ولا تتعفف في دكرنا بالإسم والصفة والنعت عشرات المرات يوميا ، تردد أخبارا مكثفة مفبركة ملفقة ومشوهة ،هي في الحقيقة مجرد تعاليم وأوامر ونواهي لاتأتي من رؤساء التحرير بل من عقداء وكابرانات التكناث .

إنها أزمة معقدة ،عميقة ومركبة يعيشها نظام العسكر الذى ظل لعقود خلت يراقبنا من برجه العاجي في كل حركاتنا وسكناتنا ،بنفس الأفكار ونفس التصنيفات ونفس الشعارات ،وبنفس أساليب التحشيد والتعبئة ، للتنفيس عن ذاته المأزومة ،نظام سجن نفسه في أوهامه وأصبح أسيرا في شرنقة دائرية هي بمثابة متاهة دخل فيها ولم ولن يستطيع الخروج منها .وتلك أمنية مستحيلة .

خادم فواد