18/04/2025

انتقد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في بيان له ما أسماه «التراكم الإشهاري» في القنوات التلفزية والإذاعات خلال شهر رمضان، محذرا من التأثير السلبي لهذه الظاهرة على الجمهور وصورة وسائل الإعلام.

 وأوضح المجلس في بيان له، أن برمجة وسائل الإعلام المغربية في رمضان هذه السنة شهدت ظاهرة تراكم الإعلانات، وخاصة خلال ساعات الذروة التي تشهد أعلى مستويات المتابعة.

ورغم أن شهر رمضان يشهد عادةً زيادة في الاستثمارات الإشهارية، نظرا للأنشطة المرتفعة في هذه الفترة، فإن المجلس أكد على ضرورة مراعاة المصلحة العليا للجمهور أثناء هذه العملية، خاصة فئات الأطفال والناشئة التي تكون أكثر عرضة للتأثير من هذه الإعلانات.

كما أشار المجلس إلى أن هذا الكم الكبير من الإعلانات قد يؤدي إلى التأثير على تجربة الجمهور وتفاعله مع البرامج الإعلامية، مما قد يضر بمصداقية وسائل الإعلام ويؤثر سلباً على علاقتها مع جمهورها.

وأضاف المجلس أن العديد من الشكاوى التي تلقاها من المواطنين والجمعيات أظهرت الحاجة الملحة لتقوية الرقابة الذاتية من قبل المتعهدين في مجال الاتصال الإشهاري. وأشار إلى ضرورة تجاوز الممارسات السلبية مثل الإشهار غير المعلن عنه، والإشهار الممنوع، والخلط بين المحتوى الإعلامي والإشهار، وذلك لضمان تقديم مضامين ذات جودة وموثوقية للمواطنين.

ورغم سلطته الزجرية التي لا يتوانى في تطبيقها، يضيف المجلس، فإن حل مشكلة فقدان المصداقية التحريرية للإعلام السمعي البصري لا يمكن أن يتم من خلال التدخل الوحيد للهيئة، بل يتطلب إرساء ممارسات إشهارية مبتكرة تتماشى مع الأخلاقيات الإعلامية، وتحافظ على الاستقلالية التحريرية لوسائل الإعلام، وتلبي في الوقت نفسه مصالح المستشهرين والمتعهدين.

وفي ختام البيان، دعا المجلس إلى ضرورة العمل على تطوير نموذج اقتصادي مستدام لوسائل الإعلام السمعية البصرية، بما يحافظ على السيادة الإعلامية والثقافية في ظل التحولات العميقة التي تعرفها المنظومات الإعلامية عالمياً.