19/03/2024

أكد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن المغرب أعطى موافقته للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على تعيين مبعوثه الشخصي الجديد إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا.

وقال هلال في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إنه سيتم الإعلان عن تعيين ستافان دي ميستورا في الأيام القليلة المقبلة، بعد موافقة أعضاء مجلس الأمن، عقب مشاورات بهذا الخصوص والتي بدأت أمس الثلاثاء.

وأضاف سفير الدبلوماسية المغربية في حديثه “لقد تم التشاور ، بطبيعة الحال، مع المغرب مسبقا بشأن هذا التعيين، وقد أبلغت المملكة أنطونيو غوتيريش موافقتها”، مشددا أن موافقة المغرب تأتي “انطلاقا من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.

وتايع هلال أنه “وبمجرد تعيينه، كما نأمل ذلك، يمكن للسيد دي ميستورا أن يعول على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي، وفقا لقرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، ولا سيما القرارات 2440 و2468 و2494 و2548، التي كرست مسلسل الموائد المستديرة مع الأطراف الأربعة المشاركة فيه ووفق المعايير المحددة”.

وحول انتظارات المغرب من العملية السياسية في أفق هذا التعيين ، أكد عمر هلال أن المغرب، بغض النظر عن الشخصية التي تشغل منصب المبعوث الشخصي، يظل، كما كان دائما، متشبتا، بحزم، بالمسلسل الأممي الحصري، من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك طبقا لقرارات مجلس الأمن منذ عام 2007 التي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي حلا جديا وذا مصداقية لقضية الصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد ، يضيف هلال أن المملكة المغربية جددت التأكيد رسميا خلال المائدتين المستديرتين السابقتين في جنيف، بحضور الوزيرين الجزائريين، مساهل ثم العمامرة، على أن حل النزاع حول الصحراء المغربية لن يكون إلا بالحكم الذاتي، ولا شيء غير الحكم الذاتي، وفقط الحكم الذاتي وذلك في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية.

وبشأن استغراق تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء المغربية كل هذا الوقت منذ استقالة هورست كولر، أشار هلال إلى أنه كان على الأمين العام أن يجد المرشح المؤهل ذي المكانة الدولية لاستئناف العملية السياسية (…) دي ميستورا يعد من الفاعلين المحوريين في جهود الأمم المتحدة للتسوية السلمية للنزاعات. لقد أثبت نفسه في سوريا وأفغانستان والعراق وإفريقيا، خبرته الدبلوماسية الدولية الطويلة، وأصوله المتوسطية التي بلورت معرفته العميقة بمشاكل هذه المنطقة، واستيعابه للتهديدات الأمنية وزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا، فضلا عن استقلاليته وحياده الذين طبعا عمله في الأمم المتحدة، سوف تساعده كثيرا، في الاضطلاع بطريقة هادئة وبناءة، بمهمة تيسير العملية السياسية المتعلقة بهذا النزاع الإقليمي.

كما أوضح هلال في هذا السياق “لقد تلكأت الأطراف الأخرى منذ فترة طويلة، واستخدمت، على مدى عامين ونصف العام، المراوغات الواهية لرفض العديد من المرشحين المؤهلين تأهيلا عاليا والذين تم اقتراحهم من طرف الأمين العام. وكانت الجزائر وجماعتها الانفصالية المسلحة قد رفضتا ترشيح رئيس الوزراء الروماني السابق السيد بيتر رومان، وبعد بضعة أشهر، رفضت ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق السيد لويس أمادو. وبالتالي، ومن أجل احتواء عرقلتهم لأي مرشح من دولة ثالثة، كان على السيد غوتيريش البحث عن هذا الترشيح الأخير داخل أروقة الأمم المتحدة”.

من جانبها، يقول المتحدث ذاته، كانت المملكة قد أخطرت الأمين العام بموافقتها على هذين المرشحين في زمن قياسي. كما قبلت ،وفق ما أكدته لكم آنفا، ترشيح السيد دي ميستورا. هذا الترشيح الذي تحاول الأطراف الأخرى، عبثا، عرقلته لا سيما من خلال الذرائع الكاذبة التي تروجها وسائل إعلام تابعة لها، مع اتهامها، دون استحياء، للأمين العام ومجلس الأمن بالمسؤولية عن غياب عملية سياسية، معبرا عن امله، بصدق، أن يضعوا حدا لمناوراتهم التضليلية وأن يسمحوا ،في نهاية المطاف، باستئناف مسلسل الموائد المستديرة الذي طالما انتظره الأمين العام ومجلس الأمن.