18/04/2024

لماذا جعلتم من التعليم مشتلا للإصلاح.. والصواب بين والخراب بين.. أثقلتم كاهلنا بشتى أنواع الإصلاح أو ما يشابهه وأنتم لم تزيدوا هذا القطاع إلا خرابا وضررا وهو قطاع أساسي لبناء البشر.
لماذا تبحثون عن مداخيل لسد ثقب ميزانياتكم المريضة ولم تجدوا سوى هذا القطاع لتطبيق مشاريعكم الإصلاحية حيث وضعت، قبل أيام، الأمانة العامة للحكومة مشروع قانون أمام أنظار الحكومة لتضعه هي فيما بعد أمام أنظار البرلمان.
إن قطاع التعليم كما قطاعي الصحة والعدل وقف مقدس لا يجب المساس به لأن هذه القطاعات أساس المجتمع وأساس مقدراته التي لا قيمة مادية لها.
تريدون فرض رسوم على الأغنياء من الذين يبعثون أطفالهم للمدرسة العمومية .. وتستحمرون هذا الشعب الصبور ..هلا بحثتم في وسطكم أنتم قبل غيركم هل تسجلون أطفالكم في المدرسة العمومية.
في العالم جميعه، تهتم الدولة بتعليم الأطفال من الإبتدائي إلى نهاية الإعدادي بدون مقابل ونجد إبن الفقير إلى جانب إبن الغني يتلقون مبادئ الوطنية الحقة والعيش جنبا إلى جنب في حين أنتم تريدون غرس التفرقة بينهم منذ نعومة أظفارهم ..أما كفاكم التفرقة التي أسستم بين أبويهم.
لقد قال العالم الكبير باريطو إن 80 % من خيرات الدولة ينعم بها 20% من المواطنين و80 %من الضرائب يؤديها 20% من المواطنين وتطبق هذه النظرية في إنتاجية الأراضي وفي الناتج الوطني إلى غير ذلك..
أما كفاكم أن الضريبة تؤدى بصفة مباشرة من طرف الشغيلة في حين تتم المراوغة الضريبية من طرف المقاولين والأغنياء.
ونلاحظ من خلال النظرية أنه من السهل العمل بها لسد كل ثقب في الميزانية.
والسؤال المطروح هو هل وصلنا إلى استخراج وإدخال كل المستحقات من المقاولين والأغنياء وهم أقلية لنتوجه صوب الفقراء والشغيلة المساكين وهم الأغلبية الساحقة.
هل أدى الأغنياء والمقاولون ضرائبهم الحقيقية وهل صرح هؤلاء بمداخيلهم الحقيقية وهل استوفيتم كل السبل للحصول على تصريحات ضريبية حقيقية لمداخيل الدولة المحتملة.
هل استعملتم طرق التقاطع الضريبي وتقاطع الفواتير لضبط المتهربين والغشاشين من الأغنياء والمقاولين أم أن الله غفور رحيم فيما يخص الماضي وكذاك الحاضر والمستقبل.
إذا لم تستطيعوا استرجاع ما للوطن لدى الأغنياء والمقاولين، وإذا لم تستطيعوا فرض واقعية ضريبية عليهم، وإذا لم تستطيعوا فرض وطنية مساهمة عليهم، سأوفيكم بحلول سهلة التطبيق لمن لا صبر له ولا إرادة سياسية له ريتما تقتنعوا وتطبقوا القوانين الموجودة في البلاد وعلى رأسها الدستور الجديد.
إن كل المدارس العمومية محاطة بأسوار عالية وبين الأسوار وعمارات الأقسام توجد مساحات شاسعة . أنصحكم أن تصنعوا ما صنع جيرانكم أواستبدلو أبواب دياركم (دير ما دار جارك ولا بدل باب دارك)
فجاركم في الأوقاف والشؤون الإسلامية يحصل على ميزانية التسيير من مشاريع أحيطت بالمساجد وهي عبارة عن محلات تجارية تدر دخلا ليس يسيرا يستعمل للإصلاح وأداء أجور العاملين بالمسجد من إمام ومأموم وغيرهم من المهتمين بالنظام الداخلي للمسجد.
أما حان الوقت للتفكير في تحقيق هذا المشروع المدر للدخل وإعفاء المواطن من دعيرة تحت مسمى مساهمة.
لا يجب جعل المواطن يؤدي خسائر سياساتكم البئيسة وسوء تدبيركم المهين..إن الذين يوكل إليهم التحليل والتفكير في إشكالية الإصلاح وجب عليهم أن يصلحوا الإشكالية التي يفكرون من خلالها. إن لديهم اهتمامات غير اهتمامات المواطن وكلما أعطيت لهم فرصة للتفكير وهم طبعا منشغلون بمشاريعهم واهتمامتهم يبحثون عن أسهل السبل وهي الزيادة.
إن آخر ما يفكر فيه المدبر الحقيقي و الناجح هو الزيادة في الأثمان..إنه يبحث عن المصاريف الزائدة والمختبئة ومثلها كثير يمكن السرد منها مصاريف التنقل ومصاريف التمثيلية البرلمانية ومصاريف السكن الوظيفي ومستلزماته إلى غير ذلك من المصاريف التسييرية والإستثمارية المزيفة.
ويبحث كذلك عن مواطن الأرباح ومثلها كذلك كثير كالقطاع غير المهيكل وطرق التدبير المربحة و طرق التطوير المستمر والإعلاميات المدمجة والبطاقة الوطنية الذكية إلى غير ذلك.
إن من أسهل السياسات هي الزيادة في الأثمنة وخلق رسومات ومساهمات تثقل كاهل المواطن الذي صوت عليكم لتخرجوه من غياهب الفقر وانعدام الكرامة لا أن تحاصروه برسوماتكم وقطع دعمكم وخصم مداخيله وهضم حقوقه. وكذلك من أسهل السبل هي التوجه بهذه السياسات البئيسة إلى أضعف الناس من المواطنين ولنا أمثلة كثيرة سنتطرق لها فيما بعد وتتجلى في الصحة والعدل ومناحي كثيرة في سياستكم البئيسة.
يتبع….